التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مرض الزهري

الزهري (بالإنجليزية: Syphilis) ويسمى أيضاً بالسفلس وداء الأفرنجي أو الإفرنجي  هو مرض من الأمراض المنقولة جنسيا التي تسببها الجرثومة الملتوية اللولبية الشاحبة (Treponema pallidum) من سلالة البكتريا الشاحبة. طريق انتقال مرض الزهري هو دائما تقريبا عن طريق الاتصال الجنسي، وإن كانت هناك أمثلة من الزهري الخلقي عن طريق انتقال العدوى من الأم إلى الجنين داخل الرحم، أو عن طريق انتقال العدوى عند عبور الطفل في قناة الولادة أثناء عملية الولادة، كما يحصل أيضًا في فيروس نقص المناعة البشرية.

لمرض الزهري علامات وأعراض عديدة ؛ وقبل عمل الاختبارات المصلية، فإن التشخيص الدقيق يكون صعبا للغاية. وفي الواقع، كان يطلق على هذا المرض اسم "المقلد العظيم" لأنه كان كثيرا ما يشتبه مع غيره من الأمراض، وخاصة في مرحلته الثالثة.

ويمكن أن يعالج الزهري عموما باستخدام المضادات الحيوية، بما في ذلك البنسلين. ويعتبر الحقن العضلي من بنسلين البنزاثين. واحدا من أقدم الأساليب الأكثر فعالية والذي لا يزال فعالا.وفي حالة ما إذا ترك مرض الزهري دون علاج، فإنه يمكن أن يلحق الضرر بـ القلب، والشريان الأبهر، والدماغ ،و العيون، والعظام.وفي بعض الحالات، قد تكون هذه الآثار قاتلة. وفي عام 1998، نشر التسلسل الجيني الكامل للبكتريا اللولبية الشاحبة، الأمر الذي قد يساعد على فهم طبيعة إمراض مرض الزهري.

الأسماء الأخرى لمرض الزهري
تم صياغة اسم "syphilis" "الزهري " من قبل الطبيب الإيطالي والشاعر جيرولامو فراكاسترو في ملحمته الشعرية الشهيرة، والتي كتبت باللغة اللاتينية، وكان عنوانها Syphilis sive morbus gallicus سيفيليس سايف مورباس جاليكاس (وهي الاسم اللاتيني لـ "الزهري أو المرض الفرنسي")في عام 1530. وكان بطل الرواية في القصيدة هو كاهن اسمه Syphilus سيفيليس(ربما على تهجئة مختلفة من Sipylus سيبيلاس، شخصية في التحولات للشاعر الروماني أوفيد).وقد قدم سيفيلاس باعتباره الرجل الأول الذي أصيب بالمرض، والذي بعث به الإله أبولو كعقوبة للتحدي الذي أظهره سيفيلاس وأتباعه.وقد استمد فراكاسترو من هذه الشخصية الاسم الجديد لهذا المرض، والذي استخدمه أيضا في كتابه الطبي De Contagionibus ("حول الأمراض المعدية").

وحتى ذلك الوقت، كما لاحظ فراكاسترو، كان يسمى مرض الزهري ب"المرض الفرنسي" في إيطاليا وألمانيا، و"المرض الإيطالي" في فرنسا. وبالإضافة إلى ذلك، أطلق عليه الهولنديون "المرض الإسباني"، وأطلق عليه الروس "المرض البولندي"، وأطلق عليه الأتراك "المرض المسيحي" أو "المرض الفرانكي" (الفرنسي) وأطلق عليه التاهيتيون "المرض البريطاني ". وكنات هذه الأسماء "الوطنية" بسبب أن هذا المرض غالبا ما كان ينتشر عن طريق الجنود والبحارة الأجانب خلال اتصالهم الجنسي غير المحمي والمتكرر مع العاهرات المحليات.

وخلال القرن السادس عشر، كان يسمى "الجدري العظيم" "great pox"وذلك من أجل التمييز بينه وبين مرض الجدري "small pox".حيث إن الجدري العظيم (الزهري) في مراحله المبكرة ينتج طفح جلدي مشابه لمرض الجدري (المعروف أيضا باسم variola أو الجدري). ومع ذلك، فهذا الاسم يعتبر مضللا، حيث كان يعتبر الجدري هو المرض الأكثر فتكا. المصطلحات : "السفلس" أو "Lues" (أو الزهري التناسلي Lues venerea، الاسم اللاتيني لـ "الطاعون التناسلي venereal plague"), و "مرض كيوبيد" قد استخدمت أيضا لتشير إلى مرض الزهري. وفي اسكتلندا، كان يشار إليه باسم الزهري Grandgore. والقرحات التي كان يعاني منها الجنود البريطانيون في البرتغال وصفت بأنها "الأسد الأسود".

أصول المرض
اقترحت ثلاث نظريات لتفسر منشأ مرض الزهري. ومن المتفق عليه عموما من قبل المؤرخين وعلماء الأنثروبولوجيا أن الزهري كان حاضرا بين الشعوب الأصلية في الأمريكتين قبل الأوروبيين، وسافر إليهم من الأمريكتين. ومع ذلك، فإن هناك جدلا حول ما إذا كانت سلالات مرض الزهري موجودة في العالم كله على مدى آلاف السنين، أو إذا كان المرض محصورا في إقليم الأمريكتين في عصر ما قبل كولومبوس.

وترى "نظرية ما قبل كولومبوس" أن مرض الزهري كان موجودا في أوروبا قبل اكتشاف القارة الأمريكية من قبل الأوروبيين. ويعتقد بعض العلماء أن أعراض هذا المرض قد وصفها أبقراط في اليونان الكلاسيكية في مرحلته التناسلية / أو الثالثة. وهناك موجودات أخرى مشتبه فيها لمرض الزهري من قبل الاتصال بأوروبا، بما في ذلك في القرنين الثالث والرابع عشر في الدير الأوجستيني في الميناء الإنجليزي في الشمال الشرقي لمدينة كينغستون أبون هول. ويعتقد أن تاريخ هذه المدينة البحرية، مع استمرار وصول البحارة من أماكن بعيدة، كان عاملا رئيسا في انتقال مرض الزهري. وقد أظهرت الهياكل العظمية للرهبان الذين كانوا يعيشون في هذه الدير والمؤرخة بالكربون بعض الإصابات العظمية التي يقول عنها المؤيدون لهذه النظرية إنها نموذجية لمرض الزهري التناسلي، على الرغم من أن هذا متنازع عليه من قبل النقاد لهذه النظرية. كما عثر على هياكل عظمية في مدينتي بومبي وميتابونتو في مرحلة ما قبل كولومبوس في إيطاليا وبها إصابات مماثلة لتلك التي يسببها الزهري الخلقي على الرغم من أن تفسير هذه الأدلة قد هو أيضا متنازع عليه ويقول دوغلاس أوسلي، وهو عالم الأنثروبولوجيا الفيزيائية في مؤسسة سميثسونيان، وغيره من مؤيدي هذه الفكرة : إن الكثير من حالات الجذام في العصور الوسطى الأوروبية - وبالعامية الجذامية lepra - كانت في الواقع حالات من مرض الزهري. وعلى الرغم من أن الفولكلور يزعم أن الزهري لم يكن معروفا في أوروبا حتى عودة البحارة المرضى للرحلات الكولومبية ،
... لا يمكننا إلقاء "اللوم" على مرض الزهري، حيث إنه هو في كثير من الأحيان، موجود في أي منطقة جغرافية أو عرق محدد. وتشير الدلائل إلى أن هذا المرض كان موجودا في كل من نصفي الكرة الأرضية منذ عصور ما قبل التاريخ. وليست سوى صدفة أن يتحول مرض الزهري - والذي كان يعتقد سابقا أنه " جذام" - مع الحملات الكولومبية إلى خبيث (فوعة) في نهاية القرن الخامس عشر
وكتب لوبديل وأوسلي أن الكاتب الأوروبي الذي سجل تفشي مرض "الجذام" في عام 1303 كان يصف بوضوح مرض الزهري."
وترى نظرية "التبادل الكولومبي" أن مرض الزهري كان هو مرض العالم الجديد الذي أحضره كولومبوس ومارتن ألونسو بينسون. وأشاروا إلى أدلة وثائقية تربط بين أفراد الطاقم في رحلة كولومبوس وتفشي مرض الزهري في نابولي في عام 1494. وهذه النظرية مدعومة بدراسات جينية للزهري التناسلي والبكتيريا ذات الصلة به، والتي وجدت مرضا وسيطا بين الداء العليقي والزهري في غيانا، في أمريكا الجنوبية.
وأخيرا، فإن المؤرخ ألفرد كروسبي قد أشار إلى صحة كلا النظريتين جزئيا في "نظرية الجمع". يقول كروسبي إن البكتيريا المسببة لمرض الزهري تنتمي إلى نفس أسرة تطور السلالات للبكتيريا التي تسبب الداء العليقي وعدة أمراض أخرى. وعلى الرغم من الاصطلاح على تعيين موطن الداء العليقي في شمال أفريقيا، فإن كروسبي قد لاحظ أنه لا توجد أدلة قاطعة لأي من الأمراض ذات الصلة أنها كانت موجودة في عصر ما قبل كولومبس في أوروبا، أو أفريقيا، أو آسيا.
وهناك أدلة لا تقبل الجدل على أن مرض الزهري كان موجودا في مرحلة ما قبل اكتشاف كولومبوس الأمريكتين. وكتب كروسبي، "ليس من المستحيل أن تكون الكائنات المسببة لداء اللولبيات قد وصلت من أمريكا في سنوات 1490... وتطورت إلى كل من الزهري التناسلي وغير التناسلي والداء العليقي.ومع ذلك، فإن كروسبي يرى أنه من المرجح أن الأنواع السلفية شديدة العدوى لهذه البكتيريا قد انتقلت مع أسلاف الإنسان الأوائل عبر الجسر البري لمضيق بايرينغ منذ عدة آلاف من السنوات من دون أن تموت في سكان المصدر الأصلي. ولذلك فإنه قد افترض أن "اختلاف الظروف البيئية تنتج أنواعا مختلفة من داء اللولبيات ,مع الزمن، تتصل اتصالا وثيقا ببعضها ولكنها أمراض مختلفة وبالتالي، فإن البكتريا اللازهرية الضعيفة قد ظلت على قيد الحياة في العالم القديم لتؤدي في آخر الأمر إلى نشوء الداء العليقي أو البجل. وقد تطور إصدار العالم الجديد إلى البنتا المرض الأخف وإلى الزهري الأكثر عدوانية

بينما كان العالم الياباني هيديو نوغوتشي يعمل في جامعة روكفلر (والتي سميت بعد ذلك باسم معهد روكفلر للأبحاث الطبية) في عام 1913، أظهر وجود البكتيريا الملتوية اللولبية الشاحبة في مخ مريض بالشلل التدريجي، وأثبت أن بكتريا اللولبية الشاحبة كانت هي سبب المرض وقبل اكتشاف نوغوشي، كان مرض الزهري يمثل عبئا ثقيلا على البشرية في كثير من البلدان. وبسبب عدم فهم أسباب هذا المرض، كان في بعض الأحيان يغلط في تشخيصه، وكثيرا ما يتهم خطأ بأنه سبب للضرر من جانب الخصوم السياسيين.

وقد ادعي على بعض الشخصيات التاريخية الشهيرة، بما في ذلك شارل الثامن ملك فرنسا، وهرنان كورتيز من إسبانيا، وأدولف هتلر، وبنيتو موسوليني، وايفان الرهيب، أنهم كانوا مصابين بمرض الزهري. ويعتقد أن غي دي موباسان، وربما فريدريك نيتشه قد أصبحا مجنونين وقتلا في نهاية المطاف بسبب هذا المرض. وقد أصيب آل كابوني بمرض الزهري في شبابه. وبحلول الوقت الذي كان فيه مسجونا في سجن ألكاتراز، وصلت الإصابة إلى مرحلتها الثالثة، الزهري العصبي، تاركة إياه في حالة من الاضطراب والارتباك. وقد أدى مرض الزهري إلى وفاة الفنان الفرنسي إدوار مانيه والفنان بول غوغان والذي ذكر أيضا أنه كان يعاني من مرض الزهري. واستسلم بعض الملحنين لمرض الزهري مثل : هوغو وولف، وفريدريك دليوس، وسكوت جوبلين، وغايتانو دونيزيتي، وربما فرانز شوبرت ونيكولو باغانيني.

ويعد المرض العقلي الناجم عن المرحلة المتأخرة من مرض الزهري واحدا من أكثر الأشكال شيوعا لمرض الخرف. وهو ما كان معروفا باسم الخزل العام للمجنون. مثال واحد مشتبه فيه على أنه الزهري وهو الجنون الذي لوحظ على الملحن الموسيقي روبرت شومان، على الرغم من أن السبب الحقيقي لوفاته ما زال مختلفا عليه من العلماء.

وقد عانى الكاتب الروسي ليو تولستوي من مرض الزهري أثناء شبابه، والذي كان يعالج باستخدام علاج الزرنيخ المعاصر.وقد افترضت مقالة نشرت مؤخرا في المجلة الأوروبية لطب الأعصاب (يونيو 2004) أن مؤسس الشيوعية في روسيا، فلاديمير ايليتش لينين، توفي بسبب الزهري العصبي

وفي الفترة ما بين عامي 1932-1972، أجرت خدمات الصحة العامة في الولايات المتحدة ما أصبح يعرف باسم دراسة توسكيجي لمرض الزهري غير المعالج في ذكور الزنوج (والمعروفة أيضا باسم دراسة توسكيجي للزهري أو تجربة توسكيجي). وكانت هذه الدراسة سريرية، وأجريت في توسكيجي، في ولاية ألاباما. وقد رفض عمدا وبانتظام ما يقرب من أربعمئة رجل من الفقراء - معظمهم من الأميين - أمريكيين من أصل إفريقي مصابون بمرض الزهري، العلاج الفعال، بحيث تمكن الباحثون من ملاحظة التطور الطبيعي لهذا المرض عندما يترك بدون علاج. وقد أدى الجدل حول السلوك غير الأخلاقي من الباحثين الذين أجروا هذه الدراسة في نهاية المطاف إلى تغييرات كبيرة في كيفية حماية المرضى في الدراسات السريرية.

التفشي في أوروبا

من الأمثلة الطبية التي تعزى إلى ألبريشت دورر (1496) والتي تصور شخصا مصابا بمرض الزهري. هنا، فإن هذا المرض يعتقد أن له أسبابا فلكية.
أول تفشي مسجل في أوروبا هو ما يعرف الآن باسم الزهري وقع في عام 1494 عندما اندلع بين القوات الفرنسية التي تحاصر مدينة نابولي. وربما يكون الفرنسيون قد أخذوه عن طريق الجنود الإسبان المرتزقة الذين كانوا يخدمون شارل ملك فرنسا في هذا الحصار. ومن هذا المركز، اجتاح هذا المرض عبر أوروبا. وكما يصف ذلك جيرد دياموند "عندما سجل مرض الزهري بالتأكيد لأول مرة في أوروبا عام 1495، كانت بثراته غالبا ما تغطي الجسم من الرأس إلى الركبتين، وتسبب في سقوط اللحم من وجوه الناس، وأدى إلى الوفاة في غضون بضعة أشهر ". وبالإضافة إلى ذلك، كان هذا المرض قاتلا بشكل متكرر أكثر مما هو عليه اليوم. ويستنتج داياموند أنه "، بحلول عام 1546، كان المرض قد تطورت إلى المرض بالأعراض المعروفة جيدا بالنسبة لنا اليوم."  وتظهر وبائيات أول وباء لمرض الزهري أن هذا المرض كان إما جديدا أو متحورا من مرض آخر سابق.

وقد خلص الباحثون إلى أن مرض الزهري حمل من العالم الجديد إلى أوروبا بعد رحلات كولومبوس. وتشير هذه النتائج إلى أن الأوروبيين قد يكونوا قد حاملوا البكتيريا غير المنتقلة جنسيا الاستوائية إلى بلادهم، حيث تحورت هذه الكائنات إلى شكل أكثر فتكا في هذه الظروف المختلفة، وضعف المناعة عند سكان أوروبا.وقد كان مرض الزهري القاتل الرئيس في أوروبا خلال عصر النهضة

انواع الزهري
الزهري الأولي

القرحة الأولية من مرض الزهري في اليد

القرحة الأولية من مرض الزهري في موقع الإصابة على القضيب
يكتسب الزهري الأولي نموذجيا عن طريق الاتصال الجنسي المباشر مع الآفات المعدية من شخص مصاب بمرض الزهري،  تظهر الآفة الجلدية عند نقطة الاتصال حوالي 10 إلى 90 يوما بعد التعرض الأول (متوسط 21 يوما)، والتي عادة ما تكون الأعضاء التناسلية، ولكن يمكن أن يكون في أي مكان على الجسم. وهذه الآفة، ,والتي تسمى القرح، هي تقرح جلدي صلب، غير مؤلم ويكون مكانه عند نقطة التعرض الأولي للبكتريا الملتوية، في كثير من الأحيان على القضيب، أو المهبل أو المستقيم. ونادرا ما يوجد هناك آفات متعددة على الرغم من أن النموذجي أن يكون هناك آفة واحدة فقط. وقد تستمر {0 والآفة{/0} لمدة 4 إلى 6 أسابيع، وعادة ما تشفى تلقائيا. يمكن أن يحدث تورم للعقدة الليمفاوية الموضعية. وخلال فترة الحضانة الأولى، فإن الأفراد المصابين خلاف هذه الآفات يكونون عديمي الأعراض. ونتيجة لذلك، فإن العديد من المرضى لا يطلبون الرعاية الطبية على الفور.

لا يمكن لمرض الزهري أن ينتقل من خلال مقاعد المراحيض، أو الأنشطة اليومية، أو أحواض المياه الساخنة، أو تقاسم أواني الطعام أو الملابس


الزهري الثانوي
يحدث الزهري الثانوي بعد ما يقرب من شهر إلى ستة أشهر (عادة من 6 إلى 8 أسابيع) بعد الإصابة الأولية. وهناك العديد من المظاهر المختلفة للمرض الثانوي. فقد يكون هناك طفح جلدي وردي ضارب إلى الحمرة، متناظر غير حكي على الجذع والأطراف وهذا الطفح يمكن أن يشمل راحة اليدين وباطن القدمين. ويتحول الطفح - في المناطق الرطبة من الجسم - إلى آفات ضاربة إلى البياض، مسطحة، واسعة، والتي تعرف باسم الأورام اللقمية المسطحة. كما قد تظهر بقع مخاطية على الأعضاء التناسلية، أو في الفم. وكل هذه الآفات معدية وتحتوي على كائنات نشطة من البكتيريا اللولبية. ويعتبر المريض بمرض الزهري في أشد حالات العدوى عند يكون لديه أو لديها مرض الزهري الثانوي. الأعراض الأخرى الشائعة في هذه المرحلة تشمل : الحمى، والتهاب الحلق، والتوعك، وفقدان الوزن، والصداع، وحالة سحائية، وتضخم العقد الليمفاوية. المظاهر النادرة تشمل : التهاب السحايا الحاد الذي يحدث في حوالي 2 ٪ من المرضى، والتهاب الكبد، وأمراض الكلى، والتهاب المعدة الضخامي، {و4}التهاب المستقيم اللطخي، والتهاب القولون التقرحي، وكتلة السيني المستقيمي، التهاب المفاصل، والتهاب السمحاق، والتهاب العصب البصري، والتهاب القرنية الخلالي، والتهاب القزحية، والتهاب العنبية.

الزهري الخافي
الزهري الخافي (أو الكامن أو المستتر) يعرف بوجود برهان مصلي للعدوى دون ظهور علامات أو أعراض للمرض.الزهري الخافي يمكن وصفه أيضا بأنه إما مبكر أو متأخر. الزهري الخافي المبكر هو الذي يعرف بوجود مرض الزهري لمدة عامين أو أقل بداية من وقت الإصابة الأولية دون علامات أو أعراض للمرض. الزهري الخافي المتأخر هو العدوى لأكثر من عامين ولكن دون وجود أدلة سريرية للمرض. هذا التمييز مهم لكل من العلاج وخطر انتقال العدوى. في العالم الحقيقي، غالبا ما يكون توقيت العدوى غير معروف، وينبغي أن يفترض أن يكون في وقت متأخر لغرض العلاج. الزهري الخافي المبكر يمكن أن يعالج بواسطة حقنة عضلية واحدة من البنسلين مديد المفعول. الزهري الخافي المتأخر، من ناحية ثانية، يتطلب ثلاث حقن أسبوعية. لنقل العدوى، ولكن، لا يعتبر الزهري الخافي المتأخر معديا مثل الزهري الخافي المبكر. 50 ٪ من المصابين بمرض الزهري الخافي سوف يتقدم مرض الزهري إلى مرحلة متأخرة، وسوف يبقى 25 ٪ في المرحلة الخافية، و 25 ٪ وسوف يتحقق لها الشفاء الكامل.

الزهري الثالثي
يحدث الزهري الثالثي عادة بعد سنة إلى عشر سنوات بعد الإصابة الأولية، وإن كان في بعض الحالات من الممكن أن يستغرق فترة تصل إلى 50 عاما. وتتميز هذه المرحلة بتكون الصمغات التي تكون لينة، كرات من الالتهابات مثل الورم والتي تعرف باسم الأورام الحبيبية. وتكون الأورام الحبيبية مزمنة وتمثل عدم قدرة الجهاز المناعي على إزالة الكائن الحي تماما. وقد تظهر في أي مكان تقريبا في الجسم بما في ذلك في الهيكل العظمي. وتنتج الصمغات حالة التهابية مزمنة في الجسم مع تأثيرات الكتلة على التشريح الموضوعي. الخصائص الأخرى للزهري الثالثي غير المعالج تشمل : مرض المفصل الاعتلالي العصبي، وهو تنكس لأسطح المفصل الناجمة عن فقدان الإحساس والشعور بالوضع الدقيق(استقبال الحس العميق). وتشمل المظاهر الأكثر شدة الزهري العصبي والزهري القلبي الوعائي. وفي دراسة لمرض الزهري غير المعالج، 10 ٪ من المرضى ينشأ لديهم الزهري القلبي الوعائي، و 16 ٪ ينشأ لديهم تكوين الصمغات، و 7 ٪ ينشأ لديهم الزهري العصبي

المضاعفات العصبية في هذه المرحلة يمكن أن تكون متنوعة. في بعض المرضى، تشمل المظاهر : الخزل العام للمجنون الذي يؤدي إلى تغيرات في الشخصية، وتغيرات في العاطفة الانفعالية، وإلى منعكسات مفرطة النشاط، وحدقة آرغيل - روبرتسن. وهذه الحدقة هي علامة تشخيصية عندما تكون الحدقات الصغيرة وغير المنتظمة تنقبض في الاستجابة إلى التركيز على العينين، ولكن ليس للضوء. التابس الظهري، والمعروف أيضا باسم الاختلاج الحركي، هو اضطراب في الحبل الشوكي، غالبا ما يؤدي إلى المشية المميزة : مشية جر القدمين (shuffling gait).انظر أدناه لمزيد من المعلومات حول الزهري العصبي.

تشمل المضاعفات القلبية الوعائية : التهاب الأبهر الزهري، وأم الدم الأبهرية، وأم الدم في جيب فالسالفا (أنظر مناورة فالسالفا) ، وقلس الأبهري. ويصيب الزهري الأبهر الصاعد مما يسبب توسع الأبهري وقلس الأبهري. وهذا يمكن أن يسمع بسماعة الطبيب بوصفها نفخة قلبية. تقلص الغلالة الباطنة يؤدي إلى مظهر لحاء الشجر والذي يكون متجعدا. ويؤدي توسع الصمام الأبهري والقصور اللاحق له إلى القلس الانبساطي ويسبب تضخما جسيما للبطين الأيسر. وينمو القلب نموا كبيرا جدا (أكثر من 1000 غرام) مما يجعل القلب يوصف بأنه مثل قلب البقرة(cor bovinum). وهذا المساق يمكن أن يكون مخاتلا، ويكون فشل القلب هو العلامة المستعلنة(أول علامة) بعد سنوات من المرض. كما يمكن أن تحدث العدوى في الشرايين التاجية، مما يؤدي إلى تضييق الاوعية الدموية. ويمكن أن يسبب التهاب الأبهر الزهري علامة دي موسيه،  وهي رجة في الرئس كان دي موسيه أول من لاحظها في البغايا الباريسية. ويسبب المساق السريري لهذه التأثيرات القلبية الوعائية تعديا منصفيا وصعوبات ثانوية في التنفس (ضيق التنفس)، وصعوبة في البلع (عسر البلع)، والسعال المستديم بسبب الضغط على العصب الحنجري الراجع مما يثير منعكس السعال. ويمكن أن ينبع الألم من تآكل في الأضلاع أو الفقرات. وأيضا، يمكن للقلب البقري أن يؤدي إلى انسداد فوهات الشريان التاجي وإلى نقص التروية (الإقفار). ويمكن أن تتمزق أم الدم التي تطورت أثناء مساق المرض مما يؤدي إلى نزف جسيم داخل الصدر وإلى الموت المحتمل، وذلك على الرغم من أن السبب الأكثر احتمالا للوفاة هو الفشل القلبي الناجم عن قلس الأبهري.

الزهري العصبي
يشير الزهري العصبي إلى مكان الإصابة قد اشتمل على الجهاز العصبي المركزي (CNS). وقد يحدث الزهري العصبي في أي مرحلة من مراحل مرض الزهري. وكان ذلك نموذجيا يظهر في 25 حوالي -35 ٪ من المرضى الذين يعانون من مرض الزهري, وذلك قبل ظهور المضادات الحيوية.

لكن حاليا، فإن الزهري العصبي يكون أكثر شيوعا لدى المرضى المصابين بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية. وتتشابه تقارير الزهري العصبي في الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية مع الحالات المبلغ عنها قبل جائحة فيروس نقص المناعة البشرية. وحتى الآن لم يتم التوصيف الجيد للنطاق المحدد ودلالة المشاركة العصبية في المرضى المصابين بفيروس الإيدز مع الزهري، والتي تظهر إما بالفحوصات المختبرية أو المعايير السريرية. وعلاوة على ذلك، فقد زاد من تعقيد هذا التوصيف تبدل كبت المناعة للمضيف عن طريق العلاج المضاد للفيروسات القهقرية في السنوات الأخيرة.

حوالي 35 ٪ إلى 40 ٪ من الأشخاص المصابين بالزهري الثانوي يكونون عديمي الأعراض الخاصة بمشاركة الجهاز العصبي المركزي (CNS)، كما يتبين ذلك من أي من العلامات التي تظهر في فحص السائل المخي النخاعي :

شذوذ في عدد كريات الدم البيضاء، أو مستوى البروتين، أو مستوى الجلوكوز
ظهور التفاعلية إلى اختبار الأجسام المضادة لمختبر بحوث الأمراض المنقولة جنسيا (VDRL)
هناك أربعة أنواع سريرية من الزهري العصبي :

الزهري العصبي العديم الأعراض
الزهري السحائي الوعائي
الخزل العام
تابس الظهري
وقد قل كثيرا ظهور الأشكال المتأخرة من الزهري العصبي (تابس الظهري والخزل العام) منذ ظهور المضادات الحيوية. ويمكن القول إن المظاهر الأكثر شيوعا اليوم هي التهاب السحايا المصحوب بالأعراض أو عديم الأعراض. ويحدث التهاب السحايا الزهري الحاد عادة خلال السنة الأولى من العدوى، ويتم تشخيص حوالي 10 ٪ من الحالات في وقت الطفح الثانوي. ويستعلن المرض عند المرضى بـ : صداع، وتهيج السحايا، وشذوذ الأعصاب القحفية، وبخاصة العصب البصري، والعصب الوجهي، والعصب الدهليزي القوقعي. ونادرا ما تصيب على النخاع الشوكي بدلا من الدماغ، مما تسبب في ضعف العضلات البؤري أو فقدان الحس.

ويحدث الزهري السحائي الوعائي بضعة أشهر إلى 10 سنوات (7 سنوات في المتوسط) بعد الإصابة الأولية بالزهري. ويمكن أن يترافق الزهري السحائي الوعائي مع أعراض بادرية (prodromal symptoms) والتي تستمر من أسابيع إلى عدة أشهر قبل أن يتم التعرف على النقائص البؤرية. وتتضمن الأعراض البادرية نمل (اخدرار) وحيد الجانب، ومذل، وضعف الأطراف العلوية أو السفلية، وصداع، ودوار، وأرق، وتشوهات نفسية مثل التغيرات في الشخصية. وتكون النقائص البؤرية في البداية متقطعة أو تتقدم ببطء على مدى بضعة أيام. ومع ذلك، فإنه يمكن أيضا أن يستعلن المرض عن طريق الالتهاب الشرياني المعدي، والذي يسبب السكتة الدماغية الإقفارية، وهي نتيجة تكون أكثر شيوعا في المرضى الأصغر سنا. وقد يكون تصوير الأوعية قادرا على توضيح مناطق الضيق في الأوعية الدموية أو مناطق الانسداد الكلي.

ويعتبر الخزل العام، والذي يعرف باسم (الخزل العام للمجنون)، مظهرا من المظاهر الوخيمة للزهري العصبي. وهو خرف مزمن والذي يؤدي في نهاية المطاف إلى الوفاة في غضون ما بين سنتين إلى ثلاث سنوات. وعموما، فإن المرضى يكون لديهم تغيرات مترقية في الشخصية بالإضافة إلى فقدان الذاكرة، وضعف الحكم. والأكثر ندرة، يمكن أن يصابوا بالذهان، أو الاكتئاب، أو الهوس. وعادة ما يظهر تصوير المخ ضمورا فيه.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ابر dexamethasone

✅❔ ابر Dexamethasone  و لينكوسين أيهما أفضل تضرب كل واحده لحالها أو تخلط. وهل تعطى لمرضى القلب والحوامل ولماذ؟ ☸ دكساميثازون مع ابرة لينكومايسين الينكوميسين مضاد حيوي قوي جدا يقضي على كمية كبيرة من البكتريا من اول جرعة  بالتالي يخف الالتهاب بشكل لاباس به من اول جرعه كذلك دكساميثازون وهو العامل الاهم في الخلطة فعلا فهو يخفي كل وسائط الالتهاب ويوقفها (لكن لا يوقف الالتهاب نفسه) وبالتالي يساعد على اخفاء الالم ويشعر المريض براحة كبيرة وهو ايضا مضاد تحسس قوي جدا لذلك يريح اعراض البرد الغير فيروسية  فعلا  لكن سرعان ما يعود المريض لنفس الحالة بل واكثر سوءا عند زوال مفعول الابرة ☸ هذا بالذات يحتاج كتب ومجلدات للتحدث عن مصائبة عند استعمالة بشكل متكرر قد يتعود عليه الجسم لان المريض يشعر بعده براحة شديدة وحال انتهاء مفعولة يعود الالم فيكرر الجرعه وبالتالى يصبح سجين له  وفي حالة جرعات متكررة وكبيرة منه يحصل كثير من الارعاض : ✅- سمنة مفرطة لا تعالج بالحمية العادية ✅ - احتباس للسوائل ووذمات ✅ - قرحة في المعدة ✅ - ارتفاع للسكر في الدم ✅ - احتمال الاصابة بالسكر للشخص السليم ✅ - ل

الادوات الجراحيه

أداة الجراحة  هي أداة أو جهاز مصمم خصيصا لإجراء أفعال محددة للوصول للنتائج المرجوة خلال العملية الجراحية أو الإجراء الطبي، مثل تعديل الأنسجة البيولوجية، أو لتوفير المجال لرؤيتها. وبمرور الوقت، تم اختراع العديد من الأنواع المختلفة من الأدوات الجراحية. تم تصميم بعض الأدوات الجراحية للاستخدام العام في الجراحة، في حين صممت أدوات أخرى لإجراء عملية جراحية محددة أو إجراء محدد. وعليه، فإن تسمية الأدوات الجراحية تتبع أنماط معينة، مثل وصف للعمل الذي ينفذه (على سبيل المثال، المرقأة، مشرط)، واسم المخترع (على سبيل المثال، ملقاط كوخر)، أو اسم علمى مركب يصف نوع الجراحة (على سبيل المثال، شاقق القصبة الهوائية هو أداة تستخدم لشق القصبة الهوائية). التأدية الجراحية في الطب هو تقديم المساعدة إلى الجراح في التعامل الصحيح مع الأدوات الجراحية خلال عملية، من خلال متخصص محترف، وعادة ما يكون فني جراحة أو في بعض الأحيان ممرضة أو فني أشعة. التصنيف هناك عدة أصناف من الأدوات الجراحية : المقابض، مثل الملقط المشابك ومحابس الأوعية الدموية وغيرها من الأعضاء. المباعدات المستخدمة للأبعاد الجلد الم

مرخيات العضلات

مرخيات العضلات مرخيات العضل هي عقاقير تحدث ارتخاء عكوساً مؤقتاً في العضلات الهيكلية. وتقسم مرخيات العضل حسب آلية تأثيرها إلى مرخيات عضل محيطية تؤثر مباشرة على الصفيحة الانتهائية الحركية للعضلة وإلى مرخيات عضل مركزية تخفض في الجهاز العصبي المركزي توترَ العضل. مرخيات العضل المحيطية تستعمل في التخدير في العمليات الجراحية لخفض توتر العضلات الهيكلية أو عَدْمه كلياً أما مرخيات العضل المركزية فتستعمل لعلاج التشنجات المُسببَّة نخاعياً أو تشنجات العضلات الموضعية. مرخيات العضل المحيطية مرخيات العضل المحيطية تحصر نقل التنبيه العصبي العضلي في الصفيحة الانتهائية وذلك يسبب شللاً عكوساً تزيله المتعضية تلقائياً. المدة اللازمة لذلك تعتمد على الجرعة. وبإعطاء الضواد(Neostigmin, Sugammadex) يرفع تأثرها بشكل فاعل كما في نهاية العمليات الجراحية أو عند مشاكل تأمين مجاري النفس. وبالاستعمال الروتيني للمراقبة العصبية العضلية فإنه يمكن إغفال الكوررة التالية للجراحة بعد التخدير. الصفيحة الانتهائية الحركية مرخيات العضلات هي مثبطات للنقل العصبي العضلي في الصفيحة الانتهائية الحركية. وهي موضع نقل التنبي